البطلة الصغيرة

اسمي حنان و أبلغ من العمر 17 سنة، أنا من جنوب المغرب بالضبط سوس ماسة. ترعرعت في عائلة محافظة و قرية شبه مستحيل فيها للمرأة الكلام، بعد وفاة أبي أخذت أمي و خالي دوره في تربيتي وتعليمي، لطالما كانت أمي تعتني بي عناية خاصة كي لا أحس يوماً بفراغ أبي.

من الصعاب التي نواجهها في قريتنا هو أنه لا نتوفر على مدارس إعدادية و لا ثانوية، مما يدفع الفتيات إلى الرحيل إلى المدينة الكبيرة لمتابعة دراستهن،  ولكن هذا صعب للغاية، لأن الآباء لديهم نظرة أخرى للأمور ففي نظرهم لايصح للفتاة أن تخرج من القرية إلا في حالة واحدة وهي الزواج. ومع كل هذا أمي لم تبخل عليَّ يوماً بتشجيعاتها و مساندتها لي في حياتي الدراسية ، دائماً كانت السباقة في دعواتها لي، خالي هو الآخر كان دائما يشجعني بكلماته التي تبعت فيَّ روح المتابرة و الإجتهاد. لحسن الحظ استطعت بكل هذه الطاقة أن أتابع دراستي خارج القرية وبهذا صنعت لنفسي اسما آخر وهو "البطلة" لأنني فعلاً بطلة بمافعلته كسرة المنهج الذي تسير عليه القرية، وهذا دعى كل من في القرية يراني كفتاة عاقة خرجت عن طاعة القرية، وبهذا يكون حلمي الأسمى هو إكمال دراستي لاوريهم ما تستطيع الفتاة الواعية المتعلمة فعله، أيضاً أريد أن أجعل أمي و خالي اللذان وثقا في قدراتي فخورين بي.

أنا الآن أعيش أفضل أيامي في المدرسة لأنه أتيحت لي الفرصة لكي أقابل أناساً ملهمين و مفعمين بالطاقة الإيجابية، و بفضلهم استطعت أن أغير منحى تفكيري ونظرتي للحياة. في المدرسة أتيحت لي الفرصة كي أنضم لمشروع صور في صندوق برنامج التقوية الذي يدعم الفتاة بالأخص، وهناك استطعت أن ألتقي بفتيات في مقتبل عمري. هذا البرنامج علمني قيم و دروس ثمينة أدَّت بتغير حياتي للأفضل و جعلي أقوى مما عليه، أنا حامدة الله لما عليه حياتي الآن و لحصولي على فرصة كهذه لكي ألهم فتيات قريتي لإستكمال دراستهنَّ ورسم مستقبلهنَّ.